للخُزامى

إلى خُزامى التِي تُجيد طرح الأسئلة في الوقت المناسب..

هذه هبةٌ فريدة عندك، وأنا في مرحلةِ البحثِ عن جوابات.

السّلام على هدوء طلعتك، وحلاوة مبسمك، السلام على كلماتك وسؤالاتك، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

قلتِ لي مساءً وكُنتِ رأيتِ في ملمحي وجهًا لم تعرفيه، “لمَ الخوف يا ساره؟”

ممّ يخافُ الإنسان بالعادةِ يا خُزامى؟

إن المخاوف لا تأخذ شكلاً واحدة ولا تثبتُ في صورة، لا تُحصر في قائمة ولا تُشرح كلها بالكلمات، تكبُر وتنمو، أو تُوأد فتموت، بعضها يغادرنا دون تكلّف والآخر يحتاج أن ننتزعه، وهي في كلّ حال من تصنعُ الإنسان، فهو يتقلب بين حالين، رجاءٍ فيما يأمل وخوفٍ مما يُحاذر.

حسناً، تسألين ممّ أخاف؟

أخاف من ألّا أكون عونًا، أن تكون يدي قصيرة وليس لي غير الكلام.

أخاف من أن أكون ثِقلًا في القلب أو في الفكرَة بينما أحسبني أُحسِن وأن أُكثر فأُمِل، أو أُقلّ فأُخِل.

أخاف من الخسارة، من ذنوبي التي تجُر عليّ الخسارات.

أخاف من اهتزاز اليقين، أو اجتياح الشكّ، أن يكون القلب في ريبٍ بلا اطمئنان.

أخاف من وجع الأصدقاء حين يكون نصيبي منه تتبع الخبر دون مشاركة الألم.

أخاف من ضعفِي، وانكسار نفسي في الوقت الذي لا ينبغي أن يحدث هذا.

أخاف من تعسر الفهم وانقطاع الإتّصال، ومن الجفاء ينمو ككائنٍ طُفيليٍ بطيء الحركة.

أخاف من أن أكون عبءًا على كلّ حال.

وأعلم مع كل هذا، أنه كلّما ازداد خوفك كلّما صار كثيراً عليك أن تطمئن.

انتهى١٢:٠٥م

١٤/٦/١٩٣٩هـ

وأيام قبلها

2 thoughts on “للخُزامى

  1. التنبيهات: للخُزامى – حبل متين

أضف تعليق